من أنفسهم ، وأطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف ، فغيروا هذه النعمة فغير الله ما بهم ، فذلك قوله : (وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً) يعنى بالسوء العذاب (فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ) ـ ١١ ـ يعنى ولى يرد عنهم العذاب (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً) للمسافر من الصواعق (وَطَمَعاً) للمزارع (١) المقيم فى رحمته يعنى المطر (وَيُنْشِئُ) يعنى ويخلق مثل قوله : «وله الجوار المنشآت» (٢) يعنى المخلوقات (السَّحابَ الثِّقالَ) ـ ١٢ ـ من الماء (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ) يقول ويذكر الرعد بأمره يحمده (٣) والرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد وهو موكل بالسحاب صوته تسبيحة ، يزجر السحاب ويؤلف بعضه إلى بعض ويسوقه بتسبيحه إلى الأرض التي أمر الله ـ تعالى ـ أن تمطر فيها ، ثم قال : (وَ) تسبح (الْمَلائِكَةُ) بزجرته (مِنْ خِيفَتِهِ) يعنى من مخافة الله ـ تعالى ـ فميز بين الملائكة وبين الرعد وهما سواء كما ميز بين جبريل ، وميكائيل فى البقرة (٤) وكما ميز بين الفاكهة ، وبين النخل ، والرمان ، وهما سواء ثم قال : (وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ) هذا أنزل (٥) فى أمر عامر ، والأربد بن قيس حين أراد (٦) قتل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وذلك أن عامر بن الطفيل العامري دخل على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : «أسلم على أن ذلك المدر ولي الوبر» فقال
__________________
(١) محذوفة من ل. هكذا (وطمعا) للمقيم.
(٢) سورة الرحمن الآية : ٢٤.
(٣) من ل ، والجملة ساقطة من أ : «يحمده ... إلى ... يجمده».
(٤) يشير إلى الآية : ٩٨ من سورة البقرة وتمامها : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ).
(٥) فى ل : هذا أنزل ، أ : هذا نزل.
(٦) فى ل : أراد ، أ : أرادوا.