يعنى عاقبة الدار فقال : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ) يعنى ومن آمن (١) بالتوحيد بعد هؤلاء (مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) يدخلون عليهم أيضا معهم جنات عدن نظيرها فى «حم» المؤمن ثم (٢) قال : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) ـ ٢٣ ـ على مقدار أيام الدنيا ثلاث عشرة مرة ، معهم التحف من الله ـ تعالى ـ ، من جنة عدن ما ليس فى جناتهم ، من كل باب ، فقالوا لهم : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ) فى الدنيا على أمر الله (فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) ـ ٢٤ ـ يثنى الله على الجنة عقبى الدار. عاقبة حسناهم دار الجنة ، ثم قال : (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ) يعنى كفار أهل الكتاب (مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) يعنى من بعد إقرارهم بالتوحيد يوم آدم ـ عليهالسلام ـ (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) من الإيمان بالنبيين وبالتوحيد وبالكتاب (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) هؤلاء ، يعنى يعملون فيها بالمعاص (٣) (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) ـ ٢٥ ـ يعنى شر الدار جهنم ، (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) يعنى يوسع الرزق على من يشاء (وَيَقْدِرُ) يعنى ويقتر على من يشاء [١٨٩ ب](وَفَرِحُوا) يعنى ورضوا (بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) ـ ٢٦ ـ يعنى إلا قليل (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة وهم القادة (لَوْ لا أُنْزِلَ) يعنى هلا أنزل (عَلَيْهِ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) عن
__________________
(١) فى أ : أمر ، ل : آمن.
(٢) يشير إلى الآية ٨ من سورة غافر وتمامها : (رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
(٣) هكذا فى أ ، ل ، والأنسب بالمعاصي.