فيطهر الله أجوافهم (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) (١) ثم يميلون إلى العين الأخرى فيغتسلون فيها فيطيب الله أجسادهم من كل درن وجرت عليهم النظرة فلا تشعث رءوسهم ، ولا تغبر وجوههم ، ولا تشحب أجسادهم ، ثم تتلقاهم خزنة الجنة قبل أن يدخلوا الجنة فينادونهم يعنى قالوا لهم : (أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها) يقول : هاكم الجنة : أورثتموها (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فلما استقروا فى منازلهم : «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ (٢)» (وَقالُوا) (٣) (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) أى للإسلام ولهذا الخير (وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ) لدينه ما كنا لنهتدي فى التقديم (لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ) بأن هذا اليوم حق فصدقناهم (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٤) ـ ٤٣ ـ (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما) (وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا) من الخير والثواب فى الدنيا (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا) فى الدنيا من العذاب (قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ) وهو ملك ينادى (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) ـ ٤٤ ـ يعنى عذاب الله على المشركين ، ثم نعت أعمالهم الخبيثة فقال : (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يعنى دين الإسلام (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) ويريدون بملة الإسلام زيفا (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ) يعنى بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال (كافِرُونَ) ـ ٤٥ ـ ثم قال : (وَبَيْنَهُما حِجابٌ) يقول بين الجنة والنار سور (وَعَلَى
__________________
(١) سورة الإنسان : ٢١.
(٢) ساقطة من الأصل : ل.
(٣) فى ل : قالوا.
(٤) ما بين القوسين «...» ساقط من ل. وقد فسرها سابقا فى غير مكانها واكتفى بذلك.