(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ) يا محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يعنى من الشرك إلى الإيمان (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) يعنى بأمر ربهم (إِلى صِراطِ) يعنى إلى دين (الْعَزِيزِ) فى ملكه (الْحَمِيدِ) ـ ١ ـ فى أمره عند خلقه. ثم دل على نفسه ـ تعالى ذكره ـ فقال : (الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ) من أهل مكة بتوحيد الله (١) (مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ) ـ ٢ ـ ثم أخبر عنهم فقال تعالى : (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) الفانية (عَلَى الْآخِرَةِ) الباقية (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) يعنى عن دين الإسلام (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) يعنى سبيل الله عوجا يقول ويريدون بملة الإسلام زيغا وهو الميل (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) ـ ٣ ـ يعنى فى خسران طويل وذلك أن رءوس كفار مكة كانوا ينهون الناس عن اتباع محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «وعن اتباع دينه (٢)» ثم قال ـ سبحانه : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) يعنى بلغة قومه ليفهموا قول رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فذلك قوله ـ سبحانه : (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ) على ألسنة الرسل عن دينه الهدى (وَيَهْدِي) إلى دينه الهدى على ألسنة الرسل (مَنْ يَشاءُ) ثم رد ـ تعالى ذكره ـ المشيئة إلى نفسه فقال : (وَهُوَ الْعَزِيزُ)
__________________
(١) أى : الكافرين بتوحيد الله.
(٢) فى أ ، ل : وعن دينه.