يقول لستم أنتم ترزقونهم ولكن أنا أرزقهم يعنى الدواب ، والطير معايشهم مما فى الأرض من رزقي ، ثم قال سبحانه : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ) يقول ما من شيء من الرزق إلا عندنا مفاتيحه وهو بأيدينا ليس بأيديكم (وَما نُنَزِّلُهُ) يعنى الرزق وهو المطر وحده (إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) ـ ٢١ ـ يعنى موقوت (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) وذلك أن الله يرسل الريح فتأخذ الماء بكيل معلوم من سماء الدنيا ثم تثير الرياح والسحاب فتلقى الريح السحاب بالماء الذي فيها من ماء النبت ثم تسوق تلك الرياح السحاب إلى الأرض التي أمر الرعد أن يمطرها ، فذلك قوله سبحانه : (فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) يعنى المطر (فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ) يعنى يا بنى آدم (لَهُ بِخازِنِينَ) ـ ٢٢ ـ يقول لستم أنتم بخازنيها فتكون مفاتيحها بأيديكم ولكنها بيدي (١) (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ) يقول الله ـ تعالى ـ : أنا أحى الموتى ، وأميت الأحياء (وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) ـ ٢٣ ـ يعنى ونميت الخلق ويبقى الرب ـ تعالى ـ ويرثهم (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ) يعنى من بنى آدم من مات منكم (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) ـ ٢٤ ـ يقول من بقي منكم فلم يمت ونظيرها فى «ق والقرآن» : (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ) (٢) (وَإِنَّ رَبَّكَ) يا محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (هُوَ يَحْشُرُهُمْ) يعنى من تقدم منهم ومن تأخر يقول وهو يجمعهم فى الآخرة (إِنَّهُ حَكِيمٌ) حكم البعث ، ثم قال : (عَلِيمٌ) ـ ٢٥ ـ ببعثهم (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) يعنى آدم (مِنْ صَلْصالٍ).
__________________
(١) من ل ، وفى أ : بخازنيه فيكون مفاتيحه بأيديكم ولكنه بيدي.
(٢) سورة ق : ٤.