(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(أَتى أَمْرُ اللهِ) وذلك أن كفار مكة لما أخبرهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الساعة فخوفهم بها أنها كائنة فقالوا : متى تكون تكذيبا بها؟ فأنزل الله ـ عزوجل ـ يا عبادي : «أَتى أَمْرُ اللهِ» (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) (١) أى فلا تستعجلوا وعيدي أنزل الله ـ عزوجل ـ أيضا فى قولهم «حم عسق» (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها) (٢) فلما سمع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من جبريل ـ عليهالسلام ـ (أَتى أَمْرُ اللهِ) وثب قائما وكان جالسا مخافة الساعة فقال جبريل ـ عليهالسلام ـ : (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) فاطمأن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند ذلك ، ثم قال : (سُبْحانَهُ) نزه الرب ـ تعالى ـ نفسه عن شرك أهل مكة ، ثم عظم نفسه ـ جل جلاله ـ فقال : (وَتَعالى) يعنى وارتفع (عَمَّا يُشْرِكُونَ) ـ ١ ـ (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) يعنى جبريل ـ عليهالسلام ـ (بِالرُّوحِ) يقول بالوحي (مِنْ أَمْرِهِ) يعنى بأمره (عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) من الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ ثم أمرهم الله ـ عزوجل ـ أن ينذروا (٣) الناس فقال : (أَنْ أَنْذِرُوا) (٤) () أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) ـ ٢ ـ يعنى فاعبدون (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) يقول لم يخلقهما باطلا لغير شيء ولكن
__________________
(١) فى أ ، ل : (فلا تستعجلوا) وعيدي.
(٢) سورة الشورى : ١٨.
(٣) فى الأصل : ينذر.
(٤) فقال (أَنْ أَنْذِرُوا) : زيادة ليست فى أ ، ولا فى ل.