خلقهما لأمر هو كائن (تَعالى) يعنى ارتفع (عَمَّا يُشْرِكُونَ) ـ ٣ ـ به (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ) يعنى أبى بن خلف الجمحي قتله النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يوم أحد (فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) ـ ٤ ـ قال للنبي [٢٠١ أ] ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : كيف يبعث الله هذه العظام وجعل يفتها ويذريها فى الريح نظيرها فى آخر ـ يس ـ : (قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (١) ثم قال ـ تعالى ـ : (وَالْأَنْعامَ) يعنى الإبل ، والبقر ، والغنم. (خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ) يعنى ما تستدفئون به من أصوافها ، وأوبارها ، وأشعارها أثاثا (وَمَنافِعُ) فى ظهورها ، وألبانها (وَمِنْها تَأْكُلُونَ) ـ ٥ ـ يعنى من لحم الغنم (وَلَكُمْ فِيها) يعنى فى الأنعام (جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ) يعنى حين تروح من مراعيها إليكم عند المساء (وَحِينَ تَسْرَحُونَ) ـ ٦ ـ من عندكم بكرة إلى الرعي (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ) يعنى الإبل ، والبقر (إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) يعنى بجهد الأنفس (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ) يعنى لرفيق (رَحِيمٌ) ـ ٧ ـ بكم فيما جعل لكم من الأنعام من المنافع ، ثم ذكرهم النعم : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) يقول لكم فى ركوبها جمال وزينة يعنى الشارة الحسنة (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) ـ ٨ ـ من الخلق كقوله ـ تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) (٢) يعنى فى شارته ، قال سبحانه : (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) يعنى بيان الهدى (وَمِنْها جائِرٌ) يقول ومن السبيل ما تكون (٣) جائرة على الهدى
__________________
(١) سورة يس : ٨٧.
(٢) سورة القصص : ٧٩.
(٣) فى أ ، ل : يكون.