النحل وما يخرج من بطونها لعبرة (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ـ ٦٩ ـ فى توحيد الله ـ عزوجل ـ ثم قال سبحانه : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ) ولم تكونوا شيئا لتعتبروا فى البعث (ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ) عند آجالكم (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) يعنى الهرم (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بالبعث أنه كائن (قَدِيرٌ) ـ ٧٠ ـ يعنى قادرا (١) عليه (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) يعنى جعل بعضكم أحرارا ، وبعضكم عبيدا فوسع على بعض الناس وقتر على بعض (فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا) يعنى الرزق من الأموال (٢) (بِرَادِّي رِزْقِهِمْ) [٢٠٥ ب] يقول برادي أموالهم (عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) يعنى عبيدهم يقول أفيشركونهم وعبيدهم فى أموالهم (فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) فيكونون فيه سواء (٣) ، بأنهم قوم لا يعقلون شيئا (أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ) ـ ٧١ ـ يعنى ينكرون بأن الله يكون واحدا لا شريك له وهو رب هذه النعم ، يقول : كيف أشرك الملائكة وغيرهم فى ملكي وأنتم لا ترضون الشركة من عبيدكم فى أموال فكما لا تدخلون عبيدكم فى أموالكم فكذلك لا أدخل معى شريكا فى ملكي وهم عبادي ، وذلك حين قال كفار مكة فى إحرامهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكا (٤) هو لك تملكه ، وما ملك. نظيرها فى الروم : (ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ ...) إلى آخر الآية (٥) (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) يقول بعضكم من بعض (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) يعنى بالبنين الصغار والحفدة الكفار يحفدون أباهم بالخدمة وذلك أنهم كانوا فى الجاهلية يخدمهم أولادهم قال ـ عزوجل ـ :
__________________
(١) فى أ : قادر ، ل : قادرا.
(٢) هكذا فى أ ، ل. والأنسب : يعنى فى الرزق من الأموال.
(٣) فى أ : سواء ، ل : سوا.
(٤) من ل ، وفى أ : إلا شريك.
(٥) سورة الروم : ٢٨.