(وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) يعنى الحب والعسل ونحوه وجعل رزق غيركم من الدواب والطير لا يشبه أرزاقكم فى الطيب والحسن (أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ) يعنى أفبالشيطان يصدقون بأن مع الله ـ عزوجل ـ شريكا (وَبِنِعْمَتِ اللهِ) الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف (هُمْ يَكْفُرُونَ) ـ ٧٢ ـ بتوحيد الله أفلا يؤمنون برب هذه النعم فيوحدونه ثم رجع إلى كفار مكة ثم ذكر عبادتهم الملائكة ، فقال سبحانه : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ) يعنى ما لا يقدر (لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ) يعنى المطر (وَالْأَرْضِ) يعنى النبات (شَيْئاً) منه (وَلا يَسْتَطِيعُونَ) ـ ٧٣ ـ ذلك (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ) يعنى الأشباه فلا تصفوا مع الله شريكا فإنه لا إله غيره (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ) أن ليس له شريك (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ـ ٧٤ ـ أن لله شريكا ، ثم ضرب للكفار مثلا ليعتبروا فقال : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) (١) من الخير والمنفعة فى طاعة الله ـ عزوجل ـ نزلت فى أبى الحواجر مولى هشام بن عمرو (٢) ابن الحارث بن ربيعة القرشي من بنى عامر بن لؤي يقول فكذلك الكفار لا يقدر أن ينفق خيرا لمعاده ، ثم قال ـ عزوجل ـ : (وَمَنْ رَزَقْناهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً) يعنى واسعا وهو المؤمن هشام (فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ) فيما ينفعه فى آخرته (سِرًّا وَجَهْراً) يعنى علانية (هَلْ يَسْتَوُونَ) الكافر الذي لا ينفق خيرا
__________________
(١) (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً) : ساقط من أ.
(٢) فى أ : عمر.