كذا وكذا ثم نقضته وجئت بغيره (١) (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ـ ١٠١ ـ أن الله أنزله فإنك لا تقول إلا ما قد قيل لك (قُلْ) يا محمد لكفار مكة هذا القرآن (نَزَّلَهُ) على (رُوحُ الْقُدُسِ) يعنى جبريل ـ عليهالسلام ـ (مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ) لم ينزله باطلا (لِيُثَبِّتَ) يعنى ليستيقن (٢) (الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى صدقوا بما فى القرآن من الثواب (وَهُدىً) من الضلالة (وَبُشْرى) لما فيه من الرحمة (لِلْمُسْلِمِينَ) ـ ١٠٢ ـ يعنى المخلصين بالتوحيد وأنزل الله ـ عزوجل (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ) من القرآن (وَيُثْبِتُ) فينسخه ويثبت الناسخ (وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٣) (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) وذلك أن غلاما لعامر بن الحضرمي القرشي يهوديا أعجميا كان يتكلم بالرومية يسمى يسار ويكنى أبا فكيهة كان كفار مكة إذا رأوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يحدثه قالوا : إنما يعلمه يسار ، أبو فكيهة (٤) ، فأنزل الله ـ تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) ، ثم أخبر عن كذبهم فقال سبحانه : (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ) يعنى يميلون كقوله ـ سبحانه : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ) (٥) يعنى يميل (أَعْجَمِيٌ) رومي يعنى أبا فكيهة (وَهذا) القرآن (لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) ـ ١٠٣ ـ يعنى بين يعقلونه نظيرها فى «حم السجدة» قوله ـ سبحانه : (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) (٦) لقالوا محمد
__________________
(١) فى أ ، ل زيادة : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ) من التبديل وغيره. وليس هذا مكانها ، فأرجعتها إلى مكانها.
(٢) فى أ : ليستعين.
(٣) سورة الرعد : ٣٩.
(٤) هكذا فى أ ، ل.
(٥) سورة الحج : ٢٥.
(٦) سورة فصلت : ٤٤.