ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عربي والقرآن أعجمى فذلك قوله سبحانه : (قُرْآناً أَعْجَمِيًّا ...) إلى آخر الآية. فضربه سيده فقال : إنك تعلم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال أبو فكيهة : بل هو يعلمني. فأنزل الله ـ عزوجل ـ فى قولهم : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (١) لقولهم إنما يعلم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يسار أبو فكيهة. ثم قال : (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ «بِآياتِ اللهِ») (٢) يعنى لا يصدقون بالقرآن أنه جاء من الله ـ عزوجل ـ ويزعمون أن محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يتعلم من أبى فكيهة (لا يَهْدِيهِمُ اللهُ) لدينه (وَلَهُمْ) فى الآخرة (عَذابٌ أَلِيمٌ) ـ ١٠٤ ـ يعنى وجيع ، ثم رجع إلى قول المشركين حين قالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إنما أنت مفتر تقول هذا القرآن من تلقاء نفسك ، فأنزل الله تعالى : (إِنَّما يَفْتَرِي) يعنى يتقول (الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ) يعنى لا يصدقون بالقرآن أنه جاء من الله ـ عزوجل ـ (وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) ـ ١٠٥ ـ [٢٠٨ ب] فى قولهم للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إنه مفتر (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ) نزلت فى عبد الله بن سعد بن أبى سرح القرشي ، ومقيس ابن ضبابة الليثي ، وعبد الله بن أنس بن حنظل من بنى تميم بن مرة ، وطعمة بن أبيرق الأنصارى من بنى ظفر بن الحارث ، وقيس بن الوليد بن المغيرة المخزومي ، وقيس بن الفاكه بن المغيرة المخزومي ، قتلا ببدر ، ثم استثنى فقال : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) على الكفر (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ) يعنى راض (بِالْإِيمانِ) كقوله ـ
__________________
(١) سورة الشعراء : ١٩٢ ، ١٩٣.
(٢) ساقطة من أ ، ل.