الأمم الخالية ، ثم ذكرهم النعم فقال : (فَكَثَّرَكُمْ) يعنى فكثر عددكم ثم وعظهم وخوفهم بمثل عذاب الأمم الخالية فقال : (وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) ـ ٨٦ ـ فى الأرض بالمعاصي بعد عذاب قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وقوم لوط ، [١٣٣ أ] فى الدنيا ، نظيرها فى هود (١) ، (وَإِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ) من العذاب (وَطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا) يعنى لم يصدقوا بالعذاب (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ) حتى يقضى الله (بَيْنَنا) فى أمر العذاب (وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) ـ ٨٧ ـ يعنى وهو خير الفاصلين فكان قضاؤه نزول العذاب بهم (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ) يعنى الذين تكبروا عن الإيمان وهم الكبراء (لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا) يعنون الشرك : أو لتدخلن فى ملتنا (قالَ أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ) ـ ٨٨ ـ ثم قال لهم شعيب : (قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ) الشرك يعنى إن دخلنا فى دينكم (بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْها) يقول بعد إذ لم يجعلنا الله من أهل ملتكم الشرك (وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها) وما ينبغي لنا أن ندخل فى ملتكم الشرك (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا) فيدخلنا فى ملتكم (وَسِعَ) يعنى ملأ (رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) فعلمه (عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا) لقولهم لشعيب : (لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنا) ثم قال شعيب : (رَبَّنَا افْتَحْ) يعنى اقض (بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ) يعنى بالعدل فى نزول العذاب بهم (وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ) ـ ٨٩ ـ يعنى القاضين.
__________________
(١) يشير إلى الآية ٨٩ من سورة هود : (وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صالِحٍ وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ).