(وَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله (مِنْ قَوْمِهِ) وهم الكبراء للضعفاء (لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً) على دينه (إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) ـ ٩٠ ـ يعنى لعجزة ، نظيرها فى يوسف (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ) (١) يعنى لعجزة ظالمون (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) يعنى العذاب (فَأَصْبَحُوا) من صيحة جبريل ـ عليهالسلام (فِي دارِهِمْ) يعنى قريتهم (جاثِمِينَ) ـ ٩١ ـ يعنى أمواتا خامدين (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) يعنى كأن لم يكونوا فيها قط (الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ) ـ ٩٢ ـ (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ) يعنى فأعرض عنهم حين كذبوا بالعذاب ، نظيرها فى هود (٢) ، (وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي) فى نزول العذاب بكم فى الدنيا (وَنَصَحْتُ لَكُمْ) فيما حذرتكم من عذابه (فَكَيْفَ آسى) يقول فكيف أحزن بعد الصيحة (عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ) ـ ٩٣ ـ إذا عذبوا (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍ) فكذبوه (إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ) يعنى قحط المطر فأصابهم البؤس وهو الشدة والضر يعنى البلاء (لَعَلَّهُمْ) يعنى لكي (يَضَّرَّعُونَ) ـ ٩٤ ـ إلى ربهم فيوحدونه فيرحمهم (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) يقول حولنا مكان (٣) الشدة الرخاء (حَتَّى عَفَوْا) يقول حموا (٤) وسمتوا فلم يشكروا ربهم فقالوا من غيرتهم وجهلهم (وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا) يعنى
__________________
(١) سورة يوسف : ١٤.
(٢) يشير إلى الآيتين ٩٤ ، ٩٥ من سورة هود وهما : (وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ ، كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ).
(٣) فى أ : من.
(٤) فى أ ، ل ، م : حموا ، وفى البيضاوي : (حَتَّى عَفَوْا) حتى كثروا عددا وعددا يقال عفا النبات إذا كثر ومنه أعفاء اللحية.