أصاب آباءنا (الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) يعنى الشدة والرخاء مثل ما أصابنا فلم يك شيئا يقول : (فَأَخَذْناهُمْ) بالعذاب (بَغْتَةً) [١٣٣ ب] فجأة (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) ـ ٩٥ ـ أعز ما كانوا حتى (١) نزل بهم وقد أنذرتهم رسلهم العذاب من قبل أن ينزل بهم فذلك قوله : (ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ) بالشرك (وَأَهْلُها غافِلُونَ) (٢) ثم أخبر عنهم فقال : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى) التي عذبت (آمَنُوا) بتوحيد الله (وَاتَّقَوْا) الشرك ما قحط عليهم المطر و (لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ) يعنى المطر (وَالْأَرْضِ) يعنى النبات (وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ) بالعذاب (بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) ـ ٩٦ ـ من الشرك والتكذيب (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً) يعنى عذابنا ليلا (٣) (وَهُمْ نائِمُونَ) ـ ٩٧ ـ (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى) يعنى عذابنا نهارا (وَهُمْ يَلْعَبُونَ) ـ ٩٨ ـ يعنى لاهون عنه ، نظيرها فى طه (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) (٤) يعنى نهارا (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ) يعنى عذاب الله (إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) ـ ٩٩ ـ (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ) يعنى ورثوا الأرض (مِنْ بَعْدِ) هلاك (أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ) بعذاب (بِذُنُوبِهِمْ) يخوف كفار مكة (وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ) بالكفر (فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) ـ ١٠٠ ـ بالإيمان. ثم رجع إلى القرى الخالية التي عذبت ، فقال : (تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها) يعنى حديثها
__________________
(١) فى أ ، ل : حتى. ولعل أصلها حين.
(٢) سورة الأنعام : ١٣١.
(٣) فى أ : يعنى عذاب البلاء ، ل : يعنى عذابنا ليلا.
(٤) سورة طه الآية ٥٩ وهي : (قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى).