(وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) يعنى بيان العذاب فإنه نازل بهم فى الدنيا وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أخبر كفار مكة بأن العذاب نازل بهم فكذبوه بالعذاب فأنزل الله : (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ) يقول فما كان كفار مكة ليؤمنوا يعنى ليصدقوا أن العذاب نازل بهم فى الدنيا بما كذبت به أوائلهم من الأمم الخالية من قبل كفار مكة حين أنذرتهم رسلهم العذاب يقول الله : (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ) يعنى هكذا يختم الله بالكفر (عَلى قُلُوبِ الْكافِرِينَ) ـ ١٠١ ـ (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ) وذلك أن الله أخذ ميثاق ذرية آدم على المعرفة فأقروا بذلك فلما بلغوا العمل نقضوا العهد (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ) ـ ١٠٢ ـ (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ) يعنى من بعد الرسل (١) (مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) يعنى اليد والعصا (فَظَلَمُوا بِها) يعنى فجحدوا بالآيات وقالوا ليست من الله فإنها سحر (فَانْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) ـ ١٠٣ ـ فى الأرض بالمعاصي فكان عاقبتهم الغرق (وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) ـ ١٠٤ ـ (حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) فإنه بعثني رسولا (٢) (قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) يعنى اليد والعصا بأنى رسول الله (فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ) ـ ١٠٥ ـ إلى فلسطين (قالَ) فرعون : (إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) ـ ١٠٦ ـ بأنك رسول رب العالمين وفى يد موسى عصا فزعم ابن عباس أن ملكا من الملائكة دفعها (٣) إليه حين توجه إلى مدين فقال
__________________
(١) فى أ : يعنى بعد الرسل ، ل : يعنى من بعد الرسل.
(٢) فى أ : بأنه يعنى رسولا ، ل : فإنه بعثني رسولا.
(٣) فى أ : أنها ملك من الملائكة دفعها إليه ، ل : أن ملكا من الملائكة دفعها إليه.