«وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَ (١) ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا» يعنى المبعر (أَوْ مَا اخْتَلَطَ) من الشحم (بِعَظْمٍ) (٢) فهو لهم حلال من قبل سورة النحل (وَما ظَلَمْناهُمْ) بتحريمنا عليهم الشحوم واللحوم وكل ذى ظفر (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ـ ١١٨ ـ بقتلهم الأنبياء واستحلال الربا والأموال وبصدهم الناس عن دين الله ـ عزوجل ـ (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ) نزلت [٢٠٩ ب] فى جبر غلام ابن الحضرمي أكره على الكفر بعد إسلامه وقلبه مطمئن بالإيمان يقول راض بالإيمان فعمد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فاشتراه وحل وثاقه. وتاب من الكفر وزوجه مولاة لبنى عبد الدار فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيه (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ) فكل ذنب من المؤمن فهو جهل منه (ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) السوء (وَأَصْلَحُوا) العمل (إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ) يعنى من بعد الفتنة لغفور لما سلف من ذنوبهم (رَحِيمٌ) ـ ١١٩ ـ بهم فيما بقي (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) يعنى معلما يعنى إماما يقتدى به فى الخير (قانِتاً) مطيعا (لِلَّهِ حَنِيفاً) يعنى مخلصا (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ـ ١٢٠ ـ يهوديا ولا نصرانيا (شاكِراً لِأَنْعُمِهِ) يعنى لأنعم الله ـ عزوجل ـ (اجْتَباهُ) يعنى استخلصه للرسالة والنبوة (وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ١٢١ ـ يعنى إلى دين مستقيم وهو الإسلام (وَآتَيْناهُ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً)
__________________
(١) فى أ : على.
(٢) سورة الأنعام الآية ١٤٦ وتمامها : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ).