يقول وأعطينا إبراهيم فى الدنيا مقالة حسنة بمضيته وصبره على رضا ربه (١) ـ عزوجل ـ حين ألقى فى النار وكسر الأصنام وأراد ذبح ابنه إسحاق ، والثناء الحسن (٢) من أهل الأديان كلهم يتولونه جميعا «ولا يتبرأ منه أحد منهم» (٣) (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) ـ ١٢٢ ـ (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) يا محمد (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) يعنى الإسلام حنيفا يعنى مخلصا (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ـ ١٢٣ ـ (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) يوم السبت وذلك أن موسى ـ عليهالسلام ـ أمر بنى إسرائيل أن يتفرغوا كل سبعة أيام للعبادة ، يعنى يوم الجمعة ، وأن يتركوا فيه عمل دنياهم. فقالوا لموسى ـ عليهالسلام ـ : نتفرغ يوم السبت ، فإن الله ـ تعالى ـ لم يخلق يوم السبت شيئا فاجعل لنا السبت عيدا نتعبد فيه. فقال موسى ـ عليهالسلام ـ : إنما أمرت بيوم الجمعة. فقال أحبارهم : انظروا إلى ما يأمركم به نبيكم فانتهوا (٤) إليه ، وخذوا به. فأبوا إلا يوم السبت فلما رأى موسى ـ عليهالسلام ـ حرصهم على يوم السبت واجتماعهم عليه أمرهم به ، فاستحلوا فيه المعاصي ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) يقول إنما أمر بالسبت على الذين كان اختلافهم فيه حين قال بعضهم : يوم السبت. وقال بعضهم : اتبعوا أمر نبيكم فى الجمعة. ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ) يعنى ليقضى (بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ) يعنى فى السبت (يَخْتَلِفُونَ)
__________________
(١) فى أ : رضا به ، ل : رضا ربه.
(٢) فى أ : فى ، ل : من.
(٣) من ل ، وفى أ : ولا يبرأ منه أحد.
(٤) فانتهوا : ساقطة من ل.