ـ ١٢٤ ـ ثم إن الله ـ عزوجل ـ قال للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ) يعنى دين ربك وهو الإسلام (بِالْحِكْمَةِ) يعنى بالقرآن (وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) يعنى بما فيه من الأمر والنهى [٢١٠ أ](وَجادِلْهُمْ) يعنى أهل الكتاب (بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) بما فى القرآن من الأمر والنهى (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) يعنى دينه الإسلام (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ـ ١٢٥ ـ يعنى بمن قدر الله له الهدى من غيره (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) وذلك أن كفار مكة قتلوا يوم أحد طائفة من المؤمنين ومثلوا بهم منهم حمزة بن عبد المطلب ، عم رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بقروا بطنه وقطعوا مذاكيره وأدخلوها فى فيه ، وحنظلة ابن أبى عامر غسيل الملائكة فحلف المسلمون للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «لئن دالنا الله ـ عزوجل ـ منهم (١)» لنمثان بهم أحياء فأنزل الله ـ عزوجل : (فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ) يقول مثلوا هم بموتاكم لا تمثلوا بالأحياء منهم (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ) عن المثلة (لَهُوَ) (٢) (خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) ـ ١٢٦ ـ من المثلة نزلت فى الأنصار ثم قال للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : وكانوا مثلوا بعمه حمزة ابن عبد المطلب ـ عليهالسلام ـ (وَاصْبِرْ) على المثلة البتة (وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ) يقول أنا ألهمك حتى تصبر فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ للأنصار : إنى قد أمرت بالصبر البتة أفتصبرون؟ قالوا : يا رسول الله ، أما إذ صبرت وأمرت بالصبر فإنا نصبر يقول الله تعالى : (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) إن تولوا عنك
__________________
(١) فى ل : لئن أدالنا الله عزوجل عليهم. أ : دالنا الله عزوجل.
(٢) فى أ : فهو.