بالبركة الماء ، والشجر والخير (لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا) فكان مما رأى من الآيات (١) البراق والرجال (٢) والملائكة وصلى بالنبيين تلك (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ـ ١ ـ وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أصبح بمكة ليلة أسرى به من مكة ، فقال لأم هانئ بنة أبى طالب وزوجها هبيرة بن أبى وهب المخزومي. لقد رأيت الليلة عجبا. قالت : وما ذلك؟ بأبى أنت وأمى. قال : لقد صليت فى مصلاي هذا صلاة العشاء ، وصلاة الفجر ، وصليت فيما بينهما فى بيت المقدس. فقالت : وكيف فعلت؟ قال أتانى جبريل ـ عليهالسلام ـ : وقد أخذت مضجعي من الفراش قبل أن أنام وأخذ بيدي وأخرجنى من الباب ، وميكائيل ـ عليهالسلام ـ بالباب ومعه دابة فوق الحمار ودون البغل ووجهها كوجه الإنسان وخدها كخد الفرس وعرفها كعرف الفرس بلقاء سيلاء مضطربة الخلق لها جناحان ذنبها كذنب البقر وحافرها كأظلاف البقر خطوها عند منتهى بصرها كان سليمان بن داود ـ عليهالسلام ـ يغدو عليها مسيرة شهر فحملاني عليها ثم أخذا يزفان (٣) بى حتى أتيت بيت المقدس ، ومثل لي النبيون فصليت بهم ورأيت ورأيت. فلما أراد النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
__________________
(١) فى ل : فكان مما رأى من الآيات ، وفى أ : فكان أدنى الآيات.
(٢) فى ل : الرجال ، أ : الدجال.
(٣) فى ل : يرفان. وفى أ ، وحميدية : يدقان بى ، وعليها علامة تمريض فى أ.
ولعل الأصل «يزفان بى» أى يسرعان بى ويمسكان بركابى ـ وقد ورد فى الحديث ـ أن جبريل كان فى ركاب النبي ليلة الإسراء. وفى المصباح : ١ / ٢٧٢ [زف الرجل يزف] من باب ضرب : أسرع ، والاسم الزفيف ، [وزفت العروس إلى زوجها زفا] من باب قتل ، والاسم [الزفاف] مثل كتاب وهو إهداؤها إليه.