أن يقوم فيخرج أخذت أم هانئ بحبرته قالت : أين تخرج؟ قال : أخرج إلى قريش ، فأخبرهم بالذي رأيت فقالت : لا تفعل فوالله ليجتران (١) عليك المكذب وليمترين (٢) فيك المصدق. قال : وإن كذبوني لأخرجن ونزع يدها من حبرته فخرج إلى المسجد ، فإذا فيه شيوخ من شيوخ قريش جلوس فى الحجر. فقام عليهم فقال : ألا أحدثكم بالعجب. قالوا : أخبرنا فإن أمرك كله عجب. قال : لقد صليت فى هذا الوادي صلاة العشاء ، وصلاة الفجر ، وصليت فيما بينهما ببيت المقدس ، ومثل لي النبيون فصليت بهم وكلمت بعضهم ، فصدقه المؤمنون ، وكذبه المشركون. فقال المطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف : ما ثكلتنى يدي (٣) على هذا الكذاب ألا لن أكون ذلك اليوم جزعا (٤) فآخذك بيدي أخذا ، تخبرنا أنك صليت ببيت المقدس ورجعت من ليلتك ونحن لا نبلغه إلا فى أربعين ليلة بعد شق الأنفس ، أشهد أنك كذاب ساحر ، فبينما هم كذلك إذ جاء أبو بكر الصديق ـ رضوان الله عليه ـ فقالت قريش : يا أبا بكر ألا تسمع ما يقول صاحبك ، يزعم أنه صلى العشاء الآخرة والفجر بمكة ، وصلى فيما بينهما ببيت المقدس ، قال أبو بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ : إن كان قال ذلك فقد صدق [٢١٢ أ] (٥) وقال أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ للنبي ـ صلى
__________________
(١) فى أ ، ل : ليجترين.
(٢) من ل ، وفى أ : وليجترين.
(٣) فى أ : ما ثكلثنى ، ل : يا ثكلثى. وهي غير واضحة فيهما. وفى المصباح : ١ / ٩١ «ثكلت المرأة ولدها فقدته» فالمعنى ما فقدتني يدي.
(٤) فى أ : جزعا ، ل : جدعا ، والمقصود أل؟؟؟ سأستغل يدي فى إيذاء محمد والتشهير به. وفى المصباح : جزع فهو جزع إذا ضعفت منته عن حمل ما نزل به ولم يجد صبرا.
(٥) فى أ : فقال ، ل : وقال.