(ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) حتى كثروا ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) ـ ٦ ـ يعنى أكثر رجالا منكم قبل ذلك فكانوا بها مائتي سنة وعشر سنين ، فيهم أنبياء (١) ، ثم قال سبحانه : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ) العمل لله بعد هذه المرة (أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ) فلا تهلكوا (وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) يعنى وإن عصيتم فعلى أنفسكم فعادوا إلى المعاصي الثانية فسلط الله عليهم أيضا انطباخوس بن سيس (٢) الرومي ملك أرض نينوى ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) يعنى وقت آخر الهلاكين (لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) يعنى ليقبح وجوهكم ، فقتلهم وسبى ذراريهم وخرب بيت المقدس وألقى فيه الجيف وقتل علماءهم وحرق التوراة ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ) يعنى بيت المقدس أنطياخوس بن سيس (٣) ومن معه بيت المقدس (كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ) يقول كما دخله بختنصر المجوسي وأصحابه قبل ذلك ، قال سبحانه : (وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) ـ ٧ ـ يقول ـ عزوجل ـ وليدمروا ما علوا يقول ما ظهروا عليه تدميرا ، كقوله سبحانه فى الفرقان : (وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً) (٤) يعنى وكلا دمرنا تدميرا ثم قال : (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ) فلا يسلط عليكم القتل والسبي. ثم إن الله ـ عزوجل ـ استنقذهم على يدي المقياس (٥) فردهم إلى بيت المقدس فعمروه ، ورد الله ـ عزوجل ـ
__________________
(١) هكذا فى أ ، ل.
(٢) فى أ : تسنس ، ل بيس. والكلمة فى كلاهما غير واضحة وعليها علامة تمريض فى أ.
(٣) فى ل : سيس ، أ : سس بدون إعجام وتشبه سيس.
(٤) سورة الفرقان : ٣٩.
(٥) فى أ ، ل : المقياس.