إليهم ألفتهم وبعث فيهم أنبياء ثم قال لهم : (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) يقول وإن عدتم إلى المعاصي عدنا عليكم بأشد مما أصابكم يعنى من القتل والسبي فعادوا إلى الكفر وقتلوا يحيى بن زكريا فسلط الله عليهم ططس بن استاتوس (١) الرومي ، ويقال اصطفابوس (٢) فقتل على دم يحيى بن زكريا مائة ألف وثمانين ألفا (٣) من اليهود فهم الذين قتلوا الرقيب على عيسى الذي كان شبه لهم وسبى ذراريهم وأحرق التوراة وخرب بيت المقدس وألقى فيه الجيف وذبح فيه الخنازير فلم يزل خرابا حتى جاء الإسلام فعمره (٤) المسلمون (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) ـ ٨ ـ يعنى محبسا لا يخرجون منها أبدا كقوله ـ عزوجل ـ : (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا) (٥) يعنى حبسوا فى سبيل الله (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي) يعنى يدعو (لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) يعنى أصوب (وَيُبَشِّرُ) القرآن (الْمُؤْمِنِينَ) يعنى المصدقين (الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ) من الأعمال بما فيه (٦) من الثواب ، فذلك قوله سبحانه : (أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) ـ ٩ ـ يعنى جزاء عظيما فى الآخرة (وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) (٧) يعنى بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال (أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) [٢١٣ ب] ـ ١٠ ـ يعنى عذابا
__________________
(١) فى أ : اشبانوس ، ل : استنانوس.
(٢) فى أ : اصطفابوس ، ل : افطنابوس.
(٣) فى أ : ألف ، ل : ألفا.
(٤) فى أ : فعمروه.
(٥) سورة البقرة : ٢٧٣.
(٦) هكذا فى أ ، ل. والمراد بما فيه أى بما فى العمل من الثواب والأنسب بما فيها.
(٧) ما بين الأقواس «...» : ساقط من أ ، هو موجود فى ل.