بنات الله ـ عزوجل ـ (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ) فى أمور شتى (١) (لِيَذَّكَّرُوا) فيعتبروا (وَما يَزِيدُهُمْ) القرآن (إِلَّا نُفُوراً) ـ ٤١ ـ يعنى إلا تباعدا عن الإيمان بالقرآن كقوله تعالى : (بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) (٢) يعنى تباعدا (٣) (قُلْ) لكفار مكة (لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ) حين يزعمون أن الملائكة بنات الرحمن فيعبدونهم ليشفعوا لهم عند الله ـ عزوجل ـ فى الآخرة (٤) (إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) ـ ٤٢ ـ ليغلبوه ويقهروه كفعل ملوك الأرض بعضهم ببعض يلتمس بعضهم أن يقهر صاحبه ويعلوه ، ثم قال : (سُبْحانَهُ) نزه نفسه ـ تعالى ـ عن قول البهتان فقال : (وَتَعالى) يعنى وارتفع (عَمَّا يَقُولُونَ) من البهتان (عُلُوًّا كَبِيراً) ـ ٤٣ ـ نظيرها فى المؤمنين (٥) ثم عظم نفسه ـ جل جلاله ـ فقال سبحانه : (تُسَبِّحُ لَهُ) يعنى تذكره (السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ) يعنى وما من شيء (إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) يقول إلا يذكر الله بأمره يعنى من نبت (٦) إذا كان فى معدنه (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) (٧) كقوله سبحانه :
__________________
(١) فى أ ، زيادة حسبها من القرآن هنا وليست منه ، ونص الزيادة : (من كل) شيء (مثل) يعنى من كل شبه.
وهذه الزيادة جزء من الآية ٥٤ من سورة الكهف وهي : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً).
(٢) سورة الملك : ٢١.
(٣) فى ل : تباعدا ، أ : تباعد.
(٤) فى ل : حين زعموا أن الملائكة بنات الرحمن فيعبدوا ربهم ليشفعوا لهم عند الله فى الآخرة.
(٥) يشير إلى الآية ٩١ من سورة المؤمنون : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ ...) الآية.
(٦) هكذا فى أ ، ل.
(٧) الزمر : ٧٥ ، غافر : ٧ ، الشورى : ٥ وكلها (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) بدون الواو.