سألا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يريهم الله الآيات كما فعل بالقرون الأولى وسؤالهما (١) النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنهما قالا فى هذه السورة : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ...) إلى آخر الآيات (٢) فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ) إلى قومك كما سألوا (إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) يعنى الأمم الخالية فعذبتهم ولو جئتهم بآية فردوها وكذبوا بها أهلكناهم ، كما فعلنا بالقرون الأولى ، فلذلك أخرنا الآيات عنهم ، ثم قال سبحانه : (وَآتَيْنا) يعنى وأعطينا (ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) يعنى معاينة يبصرونها (فَظَلَمُوا بِها) يعنى فجحدوا بها أنها ليست من الله ـ عزوجل ـ ثم عقروها ، ثم قال ـ عزوجل ـ : (وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) ـ ٥٩ ـ للناس فإن لم يؤمنوا بها عذبوا فى الدنيا (وَإِذْ) يعنى وقد (قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) يعنى حين أحاط علمه بأهل مكة أن يفتحها على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ثم قال سبحانه : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) يعنى الإسراء ليلة أسرى به إلى بيت المقدس فكانت لأهل مكة فتنة ، ثم قال سبحانه : (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) يعنى شجرة الزقوم ، ثم قال سبحانه : (وَنُخَوِّفُهُمْ) بها يعنى بالنار والزقوم (فَما يَزِيدُهُمْ) التخويف (إِلَّا طُغْياناً) يعنى إلا ضلالا (كَبِيراً) ـ ٦٠ ـ يعنى شديدا ، وقال أيضا فى الصافات (٣) لقولهم الزقوم : التمر
__________________
(١) فى أ : فى سؤالهما ، ل : وسؤالهم.
(٢) سورة الإسراء : ٩٠ ـ ٩٣.
(٣) فى أ : والصافات ، ل : الصافات والآية من سورة الصافات : ٦٢ ـ ٦٣.