والزبد (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ، طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ) ولا يشبه طلع النخل وذلك أن الله ـ عزوجل ـ ذكر شجرة الزقوم فى القرآن فقال أبو جهل : يا معشر قريش إن محمدا (١) يخوفكم بشجرة الزقوم ألستم تعلمون أن النار تحرق الشجر ومحمد (٢) يزعم أن النار تنبت الشجرة. فهل تدرون ما الزقوم؟ فقال عبد الله بن الزبعرى السهمي : إن الزقوم بلسان بربر التمر والزبد. قال أبو الجهل : يا جارية ابغنا (٣) تمرا فجاءته. فقال لقريش وهم حوله تزقموا من هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد (٤) فأنزل الله تبارك ـ وتعالى (وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) يعنى شديدا.
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) منهم إبليس (فَسَجَدُوا) ثم استثنى فقال : (إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) ـ ٦١ ـ وأنا خلقتني من نار يقول ذلك تكبرا ، ثم (قالَ) إبليس لربه ـ عزوجل ـ (أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ) يعنى فضلته على بالسجود يعنى آدم. أنا ناري [٢١٧ ب] وهو طينى (لَئِنْ أَخَّرْتَنِ) يقول لئن متعتني (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَ) يعنى لأحتوين (ذُرِّيَّتَهُ) ذرية آدم (إِلَّا قَلِيلاً) ـ ٦٢ ـ حتى يطيعوني يعنى بالقليل الذي أراد الله ـ عزوجل ـ فقال : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) (٥) يعنى ملكا. ثم (قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) على دينك يعنى من
__________________
(١) فى أ : إن محمدا صلىاللهعليهوسلم ، ل : إن محمدا.
(٢) فى ل : ومحمد ، أ : ومحمد ـ صلىاللهعليهوسلم.
(٣) فى ل : أبغينا ، أ : ابعثى.
(٤) فى أ : محمد ـ صلىاللهعليهوسلم.
(٥) سورة الحجر : ٤٢.