(وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ) يعنى يصدوك (عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ) (١) وذلك أن ثقيفا أتوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : نحن إخوانك ، وأصهارك ، وجيرانك ونحن خير أهل نجد لك سلما ، وأضره عليك حربا فإن نسلم تسلم نجد كلها وإن نحاربك يحاربك من وراءنا ، فأعطنا الذي نريد. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : وما تريدون؟ قالوا : نسلم على ألا نجش (٢) ولا نعش (٣) ولا نحنى. يقولون : على ألا نصلى ، ولا نكسر أصنامنا (٤) بأيدينا ، وكل ربا لنا على الناس فهو لنا ، وكل ربا للناس فهو عنا موضوع ومن وجدناه فى وادي وج يقطع شجرها انتزعنا عنه ثيابه ، وضربنا ظهره وبطنه ، وحرمته كحرمة مكة وصيد ، وطيره وشجره ، وتستعمل على بنى مالك رجلا وعلى الأحلاف (٥) رجلا وأن تمتعنا باللات ، والعزى سنة ولا نكسرها بأيدينا من غير أن نعبدها ليعرف الناس كرامتنا عليك وفضلنا عليهم. فقال لهم رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أما قولكم لا تجشى ولا نعشى والربا فلكم [٢١٨ ب] ، وأما قولكم لا نحنى فإنه لا خير فى دين ليس فيه ركوع ولا سجود. قالوا : نفعل ذلك وإن كان علينا فيه دناءة. وأما قولكم لا نكسر أصنامنا بأيدينا فإنا سنأمر من يكسرها غيركم. ثم سكت النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا تمتعنا باللات سنة فأعرض عنهم وجعل يكره أن يقول لا فيأبون الإسلام. فقالت ثقيف للنبي ـ صلى الله عليه
__________________
(١) سورة المائدة الآية ٤٩ ، وقد وردت هكذا : «واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أوحينا إليك».
(٢) فى ل : على ألا نحمس ، ا : نجش.
(٣) فى ل : ولا نعشر ، ا : نعش.
(٤) فى أ : أصناما ، ل : أصنامنا.
(٥) فى أ : الأحلاف ، ل : الأخلاف.