(جُرُزاً) ـ ٨ ـ يعنى ملساء ليس عليها جبل ولا نبت كما خلقت أول مرة (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ) والكهف نقب (١) يكون فى الجبل كهيئة الغار واسمه بانجلوس (وَالرَّقِيمِ) (٢) كتاب كتبه رجلان قاضيان صالحان أحدهما ماتوس ، والآخر أسطوس كانا يكتمان إيمانهما وكانا فى منزل دقيوس الجبار وهو الملك الذي فر منه الفتية وكتبا أمر الفتية فى لوح من رصاص ثم جعلاه فى تابوت من نحاس ثم جعلاه فى البناء الذي سدوا به باب الكهف ، فقالا : لعل الله ـ عزوجل ـ أن يطلع على هؤلاء الفتية ليعلموا إذا قرءوا الكتاب ، قال ـ سبحانه : (كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) ـ ٩ ـ يقول ـ سبحانه ـ أوحينا إليك من أمر الأمم الخالية ، وعلمناك (٣) من أمر الخلق ، وأمر ما كان وأمر ما يكون قبل أصحاب الكهف ، فهو أعجب من أصحاب الكهف وليس أصحاب الكهف بأعجب مما أوحينا إليك (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) يعنى بالرقيم الكتاب الذي كتبه القاضيان مثل قوله ـ عزوجل ـ : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ، وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ ، كِتابٌ مَرْقُومٌ) (٤) يعنى كتاب مكتوب (كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) يخبره به. وذلك أن أبا جهل قال لقريش : ابعثوا نفرا منكم إلى يهود يثرب فيسألونهم عن صاحبكم أنبى هو أم كذاب؟ فإنا نرى أن ننصرف عنه فبعثوا خمسة نفر منهم النضر بن الحارث ، عقبة بن أبى معيط : فلما قدموا المدينة ، قالوا لليهود : أتيناكم لأمر حدث فينا لا يزداد
__________________
(١) فى أ : نقب ، وفى ل : بدون إعجام فتحتمل : نقب أو ثقب.
(٢) فى أ : كتابا ، ل : كتاب.
(٣) فى أ : وعلمناكه.
(٤) سورة المطففين الآيات ٧ ، ٨ ، ٩.