(لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) ـ ١٥٤ ـ يعنى يخافون الله ، وأعطى (١) موسى التوراة يوم النحر يوم الجمعة فلم يطق حملها ، فسجد لله وجعل يدعو ربه ويتضرع حتى خففت عليه فحملها على عاتقه (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) من اثنى عشر سبطا ستة ستة فصاروا اثنين وسبعين رجلا ، قال موسى : إنما أمرنى ربى بسبعين رجلا فمن قعد عنى فلم يجيء فله الجنة فقعد يوشع بن نون ، وكالب بن يوقنا (لِمِيقاتِنا) يعنى لميعادنا يعنى الأربعين يوما فانطلق بهم فتركهم فى أصل الجبل ، فلما نزل موسى إليهم قالوا : أرنا الله جهرة ، فأخذتهم الرجفة ، يعنى الموت عقوبة لما قالوا ، وبقي موسى وحده يبكى (فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِ) ما أقول لبنى إسرائيل إذا رجعت إليهم وقد أهلكت خيارهم رب : (لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ) يعنى أمتهم «مِنْ قَبْلُ (٢)» (وَإِيَّايَ) معهم من قبل أن يصحبونى (أَتُهْلِكُنا) (٣) عقوبة (بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) وظن موسى ـ عليهالسلام ـ أنما عوقبوا باتخاذ بنى إسرائيل العجل : فهم السفهاء (٤) ، فقال موسى : (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) يعنى ما هي إلا بلاؤك (تُضِلُّ بِها) بالفتنة (مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي) من الفتنة (مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ) ـ ١٥٥ ـ قال فلم يعبد العجل منهم إلا اثنا عشر ألفا (وَاكْتُبْ لَنا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةً) يعنى المغفرة (وَفِي الْآخِرَةِ) حسنة يعنى الجنة (إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ)
__________________
(١) فى أ : أعطى.
(٢) ما بين القوسين «...» ساقطة من أ.
(٣) فى أ : أفتهلكنا.
(٤) هكذا فى أ ، ل ، والمراد بقوله : فهم السفهاء ، أن من اتخذ العجل إلها من بنى إسرائيل هم السفهاء.