و (أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) فى التوراة (وَدَرَسُوا) يعنى وقرءوا (ما فِيهِ) ما فى التوراة (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ) يعنى الجنة (خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) استحلال المحارم (أَفَلا تَعْقِلُونَ) ـ ١٦٩ ـ ثم ذكر مؤمنيهم فقال : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ) يعنى يتمسكون بالتوراة ولا يحرفونه عن مواضعه ولا يستحلون محرما (وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) ـ ١٧٠ ـ نزلت فى ابن سلام وأصحابه.
(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ) يعنى وإذ رفعنا الجبل (فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) وذلك أن موسى ـ عليهالسلام ـ حين أتاهم بالتوراة وجدوا فيها القتل ، والرجم ، والحدود ، والتغليظ ، أبوا أن يقبلوا التوراة ، فأمر الله الجبل عند بيت المقدس فانقطع من مكانه فقام فوق رؤوسهم ، فأوحى الله إلى موسى أن قل لهم : إن لم يقروا بالتوراة طرحت عليهم الجبل وأرضخ به رءوسهم ، فلما رأوا ذلك أقروا بالتوراة ورجع الجبل إلى مكانه ، فذلك قوله : (وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ) يعنى وأيقنوا أن الجبل واقع بهم يعنى عليهم (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) ما أعطيناكم من التوراة بالجد والمواظبة (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) يقول واحفظوا ما فيه من أمره ونهيه (لَعَلَّكُمْ) يعنى لكم (تَتَّقُونَ) ـ ١٧١ ـ المعاصي (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ) يقول وقد أخذ ربك من بنى آدم بنعمان عند عرفات من ظهورهم (ذُرِّيَّتَهُمْ) (١) (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ) بإقرارهم (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) (٢) أنت ربنا وذلك أن الله ـ عزوجل ـ مسح صفحة ظهر آدم اليمنى
__________________
(١) فى أ٤ ذرياتهم ، وقراءة حفص ذريتهم.
(٢) فى أ : قدم جزءا من الآية متأخرا ففسرها هكذا «ذريتهم ألست بربكم وأشهدهم على أنفسهم».
وصوابها (ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ).