ابتدعتها من تلقاء نفسك يا محمد لقولهم : ـ ائت بقرآن غير هذا أو بدله ـ من تلقاء نفسك (قُلْ) لكفار مكة : (إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي) إذا أمرت بأمر اتبعته (هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ) يعنى برهان يعنى هذا القرآن بيان من ربكم (وَ) القرآن (هُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةٌ) من العذاب (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ـ ٢٠٣ ـ يعنى يصدقون بأن القرآن من الله (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ) (١) (فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) ـ ٢٠٤ ـ (وَاذْكُرْ رَبَّكَ) يعنى بالذكر القراءة [١٤١ ب] فى الصلاة (فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً) مستكينا (وَخِيفَةً) يعنى وخوفا من عذابه (وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ) يعنى دون العلانية (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) يعنى بالغداة والعشى (وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ) ـ ٢٠٥ ـ عن القراءة فى الصلاة (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) من الملائكة ، وذلك حين قال كفار مكة : (وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا) (٢) واستكبروا عن السجود ، فأخبر الله أن الملائكة (لا يَسْتَكْبِرُونَ) يعنى لا يتكبرون (عَنْ عِبادَتِهِ) كفعل كفار مكة وأخبر عن الملائكة فقال : (وَيُسَبِّحُونَهُ) يعنى يذكرون ربهم (وَلَهُ يَسْجُدُونَ) ـ ٢٠٦ ـ يقول يصلون.
__________________
(١) أ : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ ...) إلى قوله : (... تُرْحَمُونَ).
(٢) سورة الفرقان الآية ٦٠ وتمامها :
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً).