ونسخ الإعراض آية السيف (١) قوله : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ) يعنى وإما يفتننك من الشيطان فتنة فى أمر أبى جهل (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ) بالاستعاذة (عَلِيمٌ) ـ ٢٠٠ ـ بها ـ نظيرها فى حم السجدة (٢) ـ. ثم وعظ النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى أمر أبى جهل فأخبر عن مصير المؤمنين والكفار فقال : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا) الشرك (إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) ـ ٢٠١ ـ يقول إن المتقين إذا أصابهم نزغ من الشيطان تذكروا وعرفوا أنها معصية ففزعوا منها من مخافة الله ثم ذكر الكافر فقال : (وَإِخْوانُهُمْ) يعنى وأصحابهم يعنى إخوان كفار مكة هم الشياطين فى التقديم (يَمُدُّونَهُمْ) يعنى يلجونهم (فِي الغَيِ) يعنى الشرك والضلالة والمعاصي (ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) ـ ٢٠٢ ـ عنها ولا يبصرونها كما قصر المتقون عنها حين أبصروها (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ) يعنى بحديث من القرآن ، وذلك حين أبطأ التنزيل بمكة (قالُوا) (٣) قال (٤) كفار مكة : (لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) يعنى هلا
__________________
(١) مفهوم النسخ كما هو عند الأصوليين غير متحقق هنا أيضا ، فقد كان الإعراض فى مرحلة والسيف فى مرحلة أخرى.
لكن مقاتلا فى ذلك صنو عصره فقد كانوا يطلقون النسخ على كل تقييد أو تخصيص .. حتى سمى الاستثناء نسخا. كان آية السيف حددت الإعراض بوقت معين ، فنسخته فى إطلاق القدماء.
أما النسخ عند الأصوليين فهو إزالة الشارع حكما شرعيا سابقا بحكم شرعي لاحق بحيث لا يمكن الجمع بينهما.
وهو غير منطبق على ما ذكره مقاتل.
(٢) يشير الآية ٢٦ من سورة حم السجدة (فصلت) وتمامها : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
(٣) (قالوا) ليست فى ا.
(٤) فى أ : فقال.