(فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها) إذا نحرت (صَوافَ) يعنى معقولة يدها اليسرى قائمة على ثلاثة قوائم مستقبلات (١) القبلة.
قال الفراء : صواف يعنى يصفها ثم ينحرها فهذا تعليم من الله ـ عزوجل ـ فمن شاء نحرها على جنبها.
(فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها) يعنى فإذا خرت لجنبها على الأرض بعد نحوها (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ) يعنى الراضي الذي يقنع بما يعطى (٢) وهو السائل (وَالْمُعْتَرَّ) الذي يتعرض للمسألة ولا يتكلم فهذا تعليم من الله ـ عزوجل ـ فمن شاء أكل ومن لم [٢٦ أ] يشأ لم يأكل ، ومن شاء أطعم ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (كَذلِكَ سَخَّرْناها) يعنى هكذا ذللناها (لَكُمْ) يعنى المدن (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ـ ٣٦ ـ ربكم ـ عزوجل ـ فى نعمه (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها) وذلك أن كفار العرب كانوا فى الجاهلية إذا نحروا البدن عند زمزم أخذوا (٣) دماءها فنضحوها قبل الكعبة ، وقالوا : اللهم تقبل منا. فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك فأنزل الله ـ عزوجل ـ «لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها» (وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) يقول النحر هو تقوى (٤) منكم فالتقوى هو الذي ينال الله ويرفعه إليه فأما اللحوم والدماء فلا يرفعه إليه. (كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ) يعنى البدن (لِتُكَبِّرُوا) لتعظموا (اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) لدينه (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) ـ ٣٧ ـ بالجنة فمن فعل ما ذكر الله فى هذه الآيات فقد أحسن. قوله ـ عز
__________________
(١) فى أ : مستقبلة ، ز : مستقبلات.
(٢) فى أ : يعطى ، ز : أعطى.
(٣) من ل ، وليست فى أ.
(٤) فى أ ، ز : فالتقوى ، ل : والتقوى.