(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(الم) ـ ١ ـ (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) يعنى القرآن (لا رَيْبَ فِيهِ) يعنى لا شك فيه أنه نزل (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) ـ ٢ ـ جل وعز ـ لقولهم : (أَمْ يَقُولُونَ) أنه (افْتَراهُ) محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من تلقاء نفسه فأكذبهم الله ـ تعالى ـ (بَلْ هُوَ الْحَقُ) يعنى القرآن (مِنْ رَبِّكَ) ولو لم يكن من ربك لم يكن حقا وكان باطلا (لِتُنْذِرَ قَوْماً) يعنى كفار قريش (ما أَتاهُمْ) يقول لم يأتهم (مِنْ نَذِيرٍ) يعنى من رسول (مِنْ قَبْلِكَ) يا محمد (لَعَلَّهُمْ) يعنى لكي (يَهْتَدُونَ) ـ ٣ ـ من الضلالة (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) يدل على نفسه ـ عزوجل ـ بصنعه (وَما بَيْنَهُما) يعنى السحاب والرياح والجبال والشمس والقمر والنجوم (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) قبل خلق السموات والأرض وقبل كل شيء (ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ) (١) (مِنْ وَلِيٍ) يعنى من قريب ينفعكم فى الآخرة يعنى كفار مكة (وَلا شَفِيعٍ) من الملائكة (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) ـ ٤ ـ فيما ذكر الله ـ عزوجل ـ من صنعه فتوحدونه ، ثم قال ـ عزوجل ـ : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) يقول يفصل القضاء وحده (مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) فينزل به جبريل ـ صلى الله عليه ـ (ثُمَّ يَعْرُجُ) يقول ثم يصعد الملك (إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ) واحد من أيام الدنيا (كانَ مِقْدارُهُ) أى مقدار ذلك اليوم (أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) ـ ٥ ـ أنتم لأن ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة ، عام فذلك مسيرة
__________________
(١) فى ا : من دون الله. وفى حاشية ا : الآية (دونه)