(شِمالٍ) الوادي ، واسم الوادي العرم ، يقول الله ـ عزوجل ـ لأهل تلك الجنتين : (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ) الذي فى الجنتين (وَاشْكُرُوا لَهُ) لله فيما رزقكم ثم قال : أرض سبأ (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) بأنها أخرجت ثمارها (وَ) ربكم إن شكرتم فيما رزقكم [٩٨ ب] (رَبٌّ غَفُورٌ) ـ ١٥ ـ للذنوب كانت المرأة تحمل مكتلا على رأسها فتدخل البستان فيمتلئ مكتلها من ألوان الفاكهة والثمار من غير أن تمس شيئا بيدها ، وكان أهل سبأ إذا أمطروا يأتيهم السيل من مسيرة أيام كثيرة إلى العرم ، فعمدوا فسدوا ما بين الجبلين بالصخر والقار فاستد زمانا ، وارتفع الماء على حافتي الوادي فصار فيهما ألوان الفاكهة والأعناب فعصوا ربهم فلم يشكروه فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (فَأَعْرَضُوا) عن الحق (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) والسيل هو الماء ، والعرم اسم الوادي سلط الله ـ عزوجل ـ «الفارة» (١) على البناء الذي بنوه «وتسمى الخلد» (٢) فنقبت الردم ما بين الجبلين فخرج الماء ويبست جناتهم وأبدلهم الله ـ عزوجل ـ مكان الفاكهة والأعناب : (وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ) (٣) (أُكُلٍ خَمْطٍ) وهو الأراك (وَأَثْلٍ) يعنى شجرة تسمى الطرفاء يتخذون منها الأقداح النضار (وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ) ـ ١٦ ـ وثمرة السدر النبق (ذلِكَ) الهلاك (جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا) كافأناهم بكفرهم (وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ) ـ ١٧ ـ وهل يكافأ بعمله السيء إلا الكفور لله ـ عزوجل ـ فى نعمه.
__________________
(١) «الفارة» : ساقطة من أ.
(٢) فى ز : «واسمها الخلد» ، وفى أ : «ويسمى الخلد».
(٣) (وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ) : ساقطة من أ ، ز ، ل.