الطين فقال «... لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ ...» (١) الآية. فمن ثم صدق ظنه يقول الله ـ عزوجل ـ : (فَاتَّبَعُوهُ) ثم استثنى عباده المخلصين فقال ـ جل وعز ـ : (إِلَّا فَرِيقاً) طائفة (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٢٠ ـ لم يتبعوه فى الشرك ، وهم الذين قال الله : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ...) (٢) ، ثم قال : (وَما كانَ لَهُ) لإبليس (عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ) من ملك أن يضلهم عن الهدى (إِلَّا لِنَعْلَمَ) لنرى (مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍ) ليبين المؤمن من الكافر (وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من الإيمان والشك (حَفِيظٌ) ـ ٢١ ـ رقيب : (قُلِ) لكفار مكة (ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) أنهم آلهة يعنى الملائكة الذين عبدتموهم فليكشفوا الضر الذي نزل بكم من الجوع من السنين السبع نظيرها فى بنى إسرائيل فأخبر الله ـ عزوجل ـ عن الملائكة أنهم (لا يَمْلِكُونَ) لا يقدرون على (مِثْقالَ ذَرَّةٍ) يعنى أصغر وزن النمل (فِي السَّماواتِ) فى خلق السموات (وَلا فِي الْأَرْضِ) (٣) فكيف يملكون كشف الضر عنكم (وَما لَهُمْ فِيهِما) فى خلق السموات والأرض (مِنْ شِرْكٍ) يعنى الملائكة (وَما لَهُ مِنْهُمْ) من الملائكة (مِنْ ظَهِيرٍ) ـ ٢٢ ـ يعنى عونا على شيء ، ثم ذكر الملائكة الذين رجوا منافعهم ، فقال ـ جل وعز ـ : (وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ) شفاعة الملائكة (عِنْدَهُ) لأحد (إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) أن يشفع من أهل التوحيد ، ثم أخبر عن خوف الملائكة أنهم إذا سمعوا الوحى خروا سجدا من مخافة الساعة ، فكيف يعبدون من هذه منزلته؟ فهلا يعبدون من تخافه الملائكة؟ قال : (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ)
__________________
(١) سورة
(٢) سورة الحجر : ٤٢.
(٣) فى أ : «والأرض» ، وفى حاشية أ : الآية «ولا فى الأرض».