الحارث بن السباق من بنى عبد الدار بن قصى (لَنْ نُؤْمِنَ) لك لا نصدق (بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) من الكتب التي نزلت قبل القرآن ، «بين يديه» التوراة والإنجيل والزبور (وَلَوْ تَرى) يا محمد (إِذِ الظَّالِمُونَ) يعنى مشركي مكة (مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) فى الآخرة (يَرْجِعُ) يرد (بَعْضُهُمْ «إِلى» (١) بَعْضٍ الْقَوْلَ) ثم أخبر عن قولهم : (يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) وهم الأتباع (لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) الذين تكبروا عن الإيمان وهم القادة فى الكفر (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) ـ ٣١ ـ لو لا أنتم ـ معشر الكبراء ـ لكنا مؤمنين يعنى مصدقين بتوحيد الله ـ عزوجل ـ فردت القادة وهم الكبراء على الضعفاء وهم الأتباع : (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) (٢) (أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى) يعنى أنحن منعناكم عن الإيمان (بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ) ـ ٣٢ ـ فردت الضعفاء على الكبراء فقالوا : (وَقالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) (٣) (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) «بل قولهم [١٠٠ أ] كذب بالليل والنهار» (٤) (إِذْ تَأْمُرُونَنا أَنْ نَكْفُرَ بِاللهِ) بتوحيد الله ـ عزوجل ـ (وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْداداً) يعنى وتأمرونا أن نجعل له شريكا (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ) فى أنفسهم (لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) حين عاينوا العذاب فى الآخرة (وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ «الَّذِينَ (٥) كَفَرُوا») وذلك أن الله ـ عزوجل ـ يأمر خزنة جهنم أن يجعلوا
__________________
(١) فى حاشية أ : فى الأصل «على».
(٢) ما بين القوسين «...» : ساقط من أ ، ز.
(٣) ما بين القوسين «...» : ساقط من أ.
(٤) من أ ، وفى ز : «يعنى بل قولهم لنا بالليل والنهار».
(٥) «الذين كفروا» : ساقطة من أ.