من تلقاء نفسه (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) من اهل مكة (لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ) «يعنون» (١) القرآن حين جاءهم (إِنْ هذا) القرآن (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) ـ ٤٣ ـ يقول الله ـ عزوجل ـ : (وَما آتَيْناهُمْ) يعنى وما أعطيناهم (مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها) يعنى يقرءونها بأن مع الله شريكا نظيرها فى الزخرف (أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً ...) الآية (٢) ونظيرها فى الملائكة (٣) (وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ) يعنى أهل مكة (قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ) ـ ٤٤ ـ يا محمد من رسول لم ينزل كتاب ، ولا رسول قبل محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى العرب ، ثم قال ـ جل وعز ـ : (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعنى الأمم الخالية كذبوا رسلهم قبل كفار مكة (وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ) وما بلغ الكفار مكة ، عشر الذي أعطينا الأمم الخالية من الأموال والعدة والعمر والقوة (فَكَذَّبُوا رُسُلِي) فأهلكناهم بالعذاب فى الدنيا حين كذبوا الرسل (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) ـ ٤٥ ـ تغييرى الشر فاحذروا ، يا أهل مكة ، مثل عذاب الأمم الخالية (قُلْ) لكفار مكة (إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ) بكلمة واحدة كلمة الإخلاص (أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ) الحق (مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ) ألا يتفكر الرجل وحده ومع صاحبه فيعلم ويتفكر فى خلق السموات والأرض وما بينهما أن الله ـ جل وعز ـ خلق هذه الأشياء وحده وأن محمدا لصادق وما به جنون (إِنْ هُوَ) يعنى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (إِلَّا نَذِيرٌ
__________________
(١) «يعنون» : من ز ، وليست فى أ.
(٢) سورة الزخرف : ٢١.
(٣) عله يشير إلى الآية ٣٢ من سورة فاطر وهي : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ : بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ).