ويجعلون «للآلهة» (١) نصيبا فإن لم يزك (٢) ما جعلوه للآلهة من الحرث والأنعام وزكا ما جعلوه لله ـ عزوجل ـ ليس للآلهة شيء «وهي» (٣) تحتاج إلى نفقة ، فأخذوا ما جعلوه لله ، قالوا لو شاء الله لأزكى نصيبه ولا يعطون المساكين شيئا مما زكى لآلهتهم ، فقال المؤمنون لكفار قريش : أنفقوا («مِمَّا (٤) رَزَقَكُمُ اللهُ» قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا) فقالت كفار قريش : (أَنُطْعِمُ) المساكين الذي للآلهة (مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ) يعنى رزقه لو شاء الله لأطعمه وقالوا لأصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ـ ٤٧ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا «الْوَعْدُ» (٥) إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ٤٨ ـ بأن العذاب نازل بنا فى الدنيا يقول الله ـ عزوجل ـ (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) لا مثنوية لها (تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) ـ ٤٩ ـ وهم يتكلمون فى الأسواق والمجالس وهم أعز ما كانوا (فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) يقول اعجلوا عن التوصية فماتوا (وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) ـ ٥٠ ـ يقول ولا إلى منازلهم يرجعون من الأسواق فأخبر الله ـ عزوجل ـ بما يلقون فى الأولى. ثم أخبر بما يلقون فى الثانية إذا بعثوا ، فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ) من القبور (إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) ـ ٥١ ـ يخرجون إلى الله ـ عزوجل ـ من قبورهم أحياء فلما رأوا العذاب ذكروا قول الرسل فى الدنيا : أن البعث حق (قالُوا
__________________
(١) فى أ : «الله» ، ل : «وللآلهة».
(٢) فى أ ، ل : «يزكو» ، وهو مضارع معتل يجزم بحذف حرف العلة.
(٣) «وهي» : زيادة اقتضاها السياق ليست فى أ ، ولا فى ل.
(٤) فى أ : «مما ...» الآية ، والمثبت من ل.
(٥) فى أ : الآية ، وليس فيها : «إن كنتم صادقين».