(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ) وذلك أن أهل مكة كفر بعضهم بالقرآن ، وآمن بعضهم فقال الله ـ تعالى ـ : إن الذي اختلفتم فيه فإنى أرد قضاءه إلى وأنا أحكم فيه ، ثم دل على نفسه بصنعه ، فقال : (ذلِكُمُ اللهُ) الذي يحيى الموتى ويميت الأحياء هو أحياكم وهو الله (رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) يعنى به أثق (وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) ـ ١٠ ـ يقول إليه أرجع ، قوله : (فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يعنى خالق السموات والأرض (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) يقول جعل بعضكم من بعض أزواجا يعنى الحلائل لتسكنوا إليهن (وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً) يعنى ذكورا وإناثا (يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) يقول يعيشكم فيه فيما جعل من الذكور والإناث من الأنعام ، ثم عظم نفسه ، فقال : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) فى القدرة (وَهُوَ السَّمِيعُ) لقول كفار مكة (الْبَصِيرُ) ـ ١١ ـ بما خلق (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ) يعنى مفاتيح بلغة النبط (مَقالِيدُ السَّماواتِ) المطر (وَالْأَرْضِ) يعنى النبات (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) يقول يوسع الرزق على من يشاء من عباده ويقتر على من يشاء (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ) من البسط والقتر (عَلِيمٌ) ـ ١٢ ـ ، قوله : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ) يقول بين لكم ، ويقال سن لكم آثار الإسلام والمن ها هنا صلة ك (ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) فيه تقديم (وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) يعنى التوحيد (وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ) يقول عظم على مشركي مكة (ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) يا محمد لقولهم : «أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب» (١) يعنى التوحيد ، ثم اختص أولياءه فقال : (اللهُ
__________________
(١) سورة ص : ٥.