الذي أجمعوا عليه (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) يقول أم أجمعوا أمرهم على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بالشر فإنا مجمعون أمرنا على ما يكرهون فعندها قتل هؤلاء النفر ببدر ، يقول : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ) الذي بينهم (وَنَجْواهُمْ) الذي اجمعوا عليه «ليثبتوك» (١) فى بيت ، أو يخرجوك من مكة ، أو يقتلوك ، (بَلى) نسمع ذلك منهم (وَرُسُلُنا) الملائكة الحفظة (لَدَيْهِمْ) يعنى «عندهم» (٢) (يَكْتُبُونَ) ـ ٨٠ ـ (قُلْ) يا محمد [١٤٦ أ] : (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ) يعنى ما كان للرحمن ولد (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) ـ ٨١ ـ وذلك أن النضر بن الحارث ـ من بنى عبد الدار بن قصى ـ قال : إن الملائكة بنات الله. فأنزل الله ـ عزوجل ـ «قل» يا محمد «إن كان للرحمن» يقول ما كان للرحمن «ولد فأنا أول العابدين» يعنى الموحدين من أهل مكة بأن لا ولد ، ونزه الرب نفسه عما كذبوا بالعذاب : (سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) ـ ٨٢ ـ يعنى عما يقولون من الكفر بربهم ، يعنى كفار مكة حين كذبوا بالعذاب فى الآخرة ، وذلك أن الله ـ تعالى ـ وعدهم فى الدنيا على ألسنة الرسل أن العذاب كائن نازل بهم (فَذَرْهُمْ) يقول خل عنهم (يَخُوضُوا) فى باطلهم (وَيَلْعَبُوا) يعنى يلهوا فى دنياهم (حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ) فى الآخرة (الَّذِي يُوعَدُونَ) (٣) ـ ٨٣ ـ العذاب فيه. ثم قال : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ)
__________________
(١) ليثبتوك : ليحبسوك.
(٢) فى أ : «عند ربهم» ، وفى ف : «عندهم».
(٣) فى أ : كتب تفسير الآية ٨٣ قبل تفسير الآية ٨٢. وقد أعدت ترتيب الآيات وتفسيرها كما وردت فى المصحف.