(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) ـ ١ ـ وقاف جبل من زمردة خضراء محيط بالعالم ، فخضرة السماء منه ليس من الخلق شيء على خلقه «وتنبت» (١) الجبال منه ، وهو وراء الجبال وعروق الجبال كلها من قاف ، فإذا أراد الله ـ تعالى ـ زلزلة أرض أوحى إلى الملك الذي عنده أن يحرك عرقا من الجبل ، فتتحرك الأرض «التي» (٢) يريد وهو أول جبل خلق ، ثم أبو قبيس بعده وهو الجبل الذي الصفا تحته ودون قاف بمسيرة سنة ، جبل تغرب فيه الشمس يقال له الحجاب ، فذلك قوله ـ تعالى ـ (... حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) (٣) يعنى بالجبل ، وهو من وراء الحجاب وله وجه كوجه الإنسان وقلب كقلوب الملائكة فى الخشية لله ـ تعالى ـ وهو من وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه ، والحجاب دون قاف بمسيرة سنة وما بينهما ظلمة والشمس تغرب من وراء الحجاب فى أصل الجبل ، فذلك قوله (... حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) يعنى بالجبل ، وذلك قوله فى مريم (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً ...) (٤) يعنى جبلا. (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) يعنى والقرآن الكريم. فأقسم الله ـ تعالى ـ بهما (٥) ، ثم استأنف (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) يعنى محمدا
__________________
(١) «وتنبت» : من ف ، وهي غير واضحة في أ.
(٢) في الأصل «الذي».
(٣) سورة ص : ٤٢ وتمامها (فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ).
(٤) سورة مريم : ١٧ وتمامها (... فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا).
(٥) أى أقسم ب (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ).