فى الجنة لا موت فيها يعنى في الجنة (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ) من الخير (فِيها) وذلك أن أهل الجنة يزورون ربهم على مقدار كل يوم جمعة فى رمال المسك فيقول : سلوني. فيسألونه : الرضا؟ فيقول : رضاي أحلكم دارى ، «وأنيلكم (١)» كرامتي ، ثم يقرب إليهم ما لم تره عين ، ولم تسمعه أذن ، ولم يخطر على قلب بشر. ثم يقول : سلوني ما شئتم. فيسألونه حتى تنتهي مسألتهم فيعطون ما سألوا وفوق ذلك. فذلك قوله : (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها) ثم يزيدهم الله من عنده ما لم يسألوا ولم يتمنوا ولم يخطر على قلب بشر من جنة عدن ، فذلك قوله ـ تعالى ـ : (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) ـ ٣٥ ـ يعنى وعندنا مزيد [١٦٩ ب] ، ثم خوف كفار مكة ، فقال : (وَكَمْ أَهْلَكْنا) بالعذاب (قَبْلَهُمْ) يعني قبل كفار مكة (مِنْ قَرْنٍ) يعنى أمة (هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ) من أهل مكة (بَطْشاً) يعنى قوة (فَنَقَّبُوا) يعنى هربوا (فِي الْبِلادِ) ويقال «حولوا» (٢) فى البلاد (هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) ـ ٣٦ ـ يقول هل من فرار (إِنَّ فِي ذلِكَ) يعني فى هلاكهم فى الدنيا (لَذِكْرى) يعنى لتذكرة (لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) «يعنى» (٣) حيا يعقل الخير (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) يقول أن ألقى بأذنيه السمع (وَهُوَ شَهِيدٌ) ـ ٣٧ ـ يعني وهو شاهد القلب غير غائب (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) وذلك أن اليهود قالوا إن الله حين فرغ «من خلق» (٤) السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام ، استراح يوم السابع وهو يوم السبت ، فلذلك لا يعملون يوم السبت شيئا (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ
__________________
(١) فى أ : «وأنالكم» ، وفى حاشية أ : «وأنيلكم».
(٢) «حولوا» : كذا فى أ ، ف.
(٣) «يعنى» : ساقطة من أ.
(٤) «من خلق» زيادة اقتضاها السياق.