مسيرة خمسمائة عام فى خمسمائة عام من تحت الكعبة (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) ـ ٤٨ ـ يعنى الرب ـ تعالى ـ نفسه (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) يعنى صنفين يعنى الليل والنهار ، والدنيا والآخرة ، والشمس والقمر ، والبر والبحر ، والشتاء والصيف ، والبرد والحر ، والسهل والجبل ، والسبخة والعذبة (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ـ ٤٩ ـ فيما خلق أنه ليس له عدل ولا مثيل ، فتوحدونه (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) من ذنوبكم (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ـ ٥٠ ـ (وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) فإن فعلتم ف (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ) يعنى من عذابه (مُبِينٌ) ـ ٥١ ـ فردوا عليه إنك ساحر مجنون ، يقول الله ـ تعالى ـ (كَذلِكَ) يعنى هكذا (ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعنى الأمم الخالية (مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا) لرسولهم هو (ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) ـ ٥٢ ـ كقول كفار مكة لمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول الله : (أَتَواصَوْا بِهِ)؟ يقول أوصى الأول الآخر أن يقولوا ذلك لرسلهم ، ثم قال : (بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ) ـ ٥٣ ـ يعنى عاصين (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) يعنى فأعرض عنهم ، فقد بلغت وأعذرت (فَما أَنْتَ) يا محمد (بِمَلُومٍ) ـ ٥٤ ـ يقول فلا تلام ، فحزن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مخافة أن ينزل بهم العذاب فأنزل الله ـ تعالى ـ (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٥٥ ـ فوعظ كفار مكة بوعيد القرآن فقال : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ـ ٥٦ ـ يعنى إلا ليوحدون ، وقالوا : إلا ليعرفون يعنى ما أمرتهم إلا بالعبادة ولو أنهم خلقوا للعبادة. ما عصوا طرفة عين.
حدّثنا عبد الله قال : حدّثنى أبى عن أبى صالح ، قال : «إلا ليوحدون» ، قال أبو صالح : الأمر يعصى والخلق لا يعصى [١٧١ أ].