(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قال : لما كذب كفار مكة أقسم الله ـ تعالى ـ فقال : (وَالطُّورِ) ـ ١ ـ يعنى الجبل بلغة النبط ، الذي كلم الله عليه موسى ـ عليهالسلام ـ «بالأرض (١) المقدسة» (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) ـ ٢ ـ يعنى أعمال بنى آدم «مكتوبة» (٢) يقول أعمالهم تخرج إليهم يومئذ يعنى يوم القيامة (فِي رَقٍ) يعنى أديم الصحف (مَنْشُورٍ) ـ ٣ ـ (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) ـ ٤ ـ واسمه «الصراح» (٣) وهو فى السماء الخامسة ، ويقال فى سماء الدنيا حيال الكعبة فى العرض والموضع غير أن طوله كما بين السماء والأرض وعمارته أنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك يصلون فيه يقال لهم الجن ، ومنهم كان إبليس ـ وهم حي من الملائكة ـ لم يدخلوه قط (٤) ولا يعودون فيه إلى يوم القيامة ، ثم ينزلون إلى البيت الحرام فيطوفون به ويصلون فيه ، ثم يصعدون إلى السماء فلا يهبطون إليه أبدا (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) ـ ٥ ـ يعنى السماء رفع من الأرض مسيرة خمسمائة عام ، يعنى السموات (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) ـ ٦ ـ تحت العرش «الممتلئ» (٥) من الماء يسمى بحر الحيوان يحيى الله به الموتى فيما بين النفختين.
__________________
(١) وردت فى أ ، ف «بأرض المقدسة» ، والأنسب «بالأرض المقدسة».
(٢) فى أ : «مكتوب» ، وفى ف : «مكتوبة».
(٣) فى أ : «الضراخ» ، وفى ف : «الصراح».
(٤) كذا فى أ ، ف ، والعبارة ركيكة كما ترى.
(٥) فى أ ، ف : «الممتلى».