(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
أقسم الله ـ عزوجل ـ ب (النَّجْمِ إِذا هَوى) يقول (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) وهي أول سورة أعلنها (١) النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بمكة فلما بلغ آخرها سجد وسجد من «بحضرته (٢)» من مؤمنى الإنس والجن والشجر وذلك أن كفار مكة قالوا : إن محمدا يقول هذا القرآن من تلقاء نفسه ، فأقسم الله بالقرآن فقال : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) ـ ١ ـ يعنى من السماء إلى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مثل قوله «فلا أقسم بمواقع النجوم» (٣) وكان القرآن إذا نزل إنما ينزل نجوما ثلاث آيات وأربع ونحو ذلك والسورة والسورتان فأقسم الله بالقرآن فقال : (ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ) محمد (وَما غَوى) ـ ٢ ـ وما تكلم بالباطل (وَما يَنْطِقُ) محمد هذا القرآن (عَنِ الْهَوى) ـ ٣ ـ من تلقاء نفسه (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) ـ ٤ ـ إليه يقول ما هذا القرآن إلا وحى من الله ـ تعالى ـ يأتيه به جبريل ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فذلك قوله : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) ـ ٥ ـ يعنى القوة فى كل شيء يعنى جبريل ، ثم قال : (ذُو مِرَّةٍ) يعنى جبريل ـ عليهالسلام ـ يقول ذو قوة (فَاسْتَوى) ـ ٦ ـ يعنى سويا حسن الخلق (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى) ـ ٧ ـ يعنى من قبل المطلع
__________________
(١) فى أ : «علنها» ، وفى ف : «أعلنها».
(٢) فى الأصول : «يحضرنه» ، ولكن الأنسب «بحضرته».
(٣) سورة الواقعة : ٧٥.