فضحك النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال أرسله يا عمر فنزلت فيه (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) يعنى ضربه عجزيتها بيده (إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ) لمن تاب ، ثم قال : (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ) من غيره (إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) يعنى خلقكم من تراب (وَ) هو أعلم بكم (إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) يعنى جنين الذي يكون فى بطن أمه (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) قال وقال ناس من المسلمين : صلينا وصمنا وفعلنا فزكوا أنفسهم ، فقال الله ـ تعالى ـ : («فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ» هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى) ـ ٣٢ ـ (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) ـ ٣٣ ـ عن الحق يعنى الوليد بن المغيرة (وَأَعْطى قَلِيلاً) من الخير بلسانه (وَأَكْدى) ـ ٣٤ ـ يعنى قطع (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ) بأن الله لا يبعثه (فَهُوَ يَرى) ـ ٣٥ ـ الإقامة على الكفر نظيرها فى الطور ، (١) وفى ن «أم عندهم الغيب فهم يكتبون».
(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ) يعنى يحدث (بِما فِي صُحُفِ مُوسى) ـ ٣٦ ـ يعنى التوراة كتاب موسى (وَ) صحف (إِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) ـ ٣٧ ـ لله بالبلاغ وبلغ قومه ما أمره الله ـ تعالى ـ (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) ـ ٣٨ ـ يقول لا تحمل نفس خطيئة نفس أخرى (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ) فى الآخرة (إِلَّا ما سَعى) ـ ٣٩ ـ يعنى إلا ما عمل فى الدنيا (وَأَنَّ سَعْيَهُ) يعنى عمله فى الدنيا (سَوْفَ يُرى) ـ ٤٠ ـ فى الآخرة حين ينظر إليه (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) ـ ٤١ ـ يوفيه جزاء عمله فى الدنيا كاملا ، ثم أخبر عن هذا الإنسان
__________________
(١) سورة الطور : ٤١ ، وتمامها : (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ).
(٢) سورة القلم : ٤٧.