(تُكَذِّبانِ) ـ ٣٤ ـ أن أحدا يقدر على هذا غير الله ـ تعالى ـ ، قوله ـ تعالى ـ : (يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ) يعنى كفار الجن والإنس فى الآخرة شواظ من نار يعنى لهب النار ليس له دخان (وَنُحاسٌ) يعنى الصفر الذائب وهي خمسة أنهار تجرى من تحت العرش على رءوس أهل النار ثلاثة أنهار على مقدار الليل ، ونهران على مقدار أنهار الدنيا (فَلا تَنْتَصِرانِ) ـ ٣٥ ـ يعنى فلا تمتنعان من ذلك ، فذلك قوله فى سورة النحل : (... زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ ...) (١) يعنى الأنهار الخمس بما كانوا يفسدون (فَبِأَيِّ آلاءِ) يعنى نعماء (رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) ـ ٣٦ ـ (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ) يعنى انفرجت من المجرة ، وهو البياض الذي يرى فى وسط السماء وهو شرج السماء لنزول من فيها ، يعنى الرب ـ تعالى ـ والملائكة (فَكانَتْ) يعنى فصارت من الخوف (وَرْدَةً كَالدِّهانِ) ـ ٣٧ ـ شبه لونها فى «التغير (٢)» والتلون «بدهان (٣)» الورد «الصافي (٤)».
قال أبو صالح : شبه لونها بلون دهن الورد ، ويقال بلون الفرس الورد يكون فى الربيع كميتا أشقر ، وفى الشتاء أحمر ، فإذا اشتد البرد كان أغير فشبه لون السماء فى اختلاف أحوالها بلون الفرس فى الأزمنة المختلفة.
وقال الفراء : فى قوله (وَرْدَةً كَالدِّهانِ) أراد بالوردة الفرس الورد يكون فى الربيع «وردة» (٥) إلى الصفرة فإذا اشتد البرد كانت حمراء ، فإذا كان بعد ذلك
__________________
(١) سورة النحل : ٨٨.
(٢) فى ف : «التغيير».
(٣) «كدهان» : وردت هكذا فى أ ، ف ، والأنسب «بدهان».
(٤) فى أ : «الصاف».
(٥) فى أ : «ورد» والأنسب «وردة».