(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) ـ ١ ـ يعنى إذا وقعت الصيحة وهي النفخة الأولى (لَيْسَ لِوَقْعَتِها) يعنى ليس لصيحتها (كاذِبَةٌ) ـ ٢ ـ أنها كائنة ليس لها مثنوية ولا ارتداد (خافِضَةٌ) يقول أسمعت القريب ، ثم قال : (رافِعَةٌ) ـ ٣ ـ يقول أسمعت البعيد ، فكانت صيحة يعنى فصارت صيحة واحدة ، أسمعت القريب والبعيد.
قال أبو محمد : قال الفراء عن الكلبي : «خافضة» قوما إلى النار «ورافعة» قوما إلى الجنة. وقال غيره : «خافضة» أسمعت أهل الأرض ، «ورافعة» أسمعت أهل السماء ، ثم قال : (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) ـ ٤ ـ يعنى إذا زلزلت الأرض زلزلها يعنى رجا شدة الزلزلة لا تسكن حتى تلقى كل شيء فى بطنها على ظهرها ، يقول. إنها تضطرب وترتج لأن [١٨٠ ب] زلزلة الدنيا لا تلبث حتى تسكن وزلزلة الآخرة لا تسكن وترنج كرج الصبى فى المهد حتى ينكسر كل شيء عليها من جبل ، أو مدينة ، أو بناء ، أو شجر ، فيدخل فيها كل شيء خرج منها من شجر أو نبات ، وتلقى ما فيها من الموتى ، والكنوز على ظهرها ، قوله : (وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا) ـ ٥ ـ يعنى فتتت الجبال فتا (فَكانَتْ) يقول فصارت بعد القوة والشدة ، عروقها فى الأرض السابعة السفلى ، ورأسها فوق الأرض العليا ، من الخوف (هَباءً مُنْبَثًّا) ـ ٦ ـ يعنى الغبار الذي تراه فى الشمس