ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثمانون صفا ، وسائر الأمم أربعون صفا ، «وسابقو الأمم ومقربوها (١)» أكثر من سابقي هذه الأمة ومقربيها ، ثم قال : (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ) ـ ٤١ ـ يقول ما لأصحاب الشمال من الشر ، ثم ذكر ما أعد لهم فى الآخرة من الشر ، فقال : هم (فِي سَمُومٍ) يعنى ريحا حارة تخرج من الصخرة التي فى جهنم فتقطع الوجوه وسائر اللحوم ، ثم قال : (وَحَمِيمٍ) ـ ٤٢ ـ يعنى الحار الشديد الذي قد انتهى حره (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) ـ ٤٣ ـ نظيرها فى المرسلات يعنى ظلا أسود كهيئة الدخان يخرج من جهنم ، فيكون فوق رءوسهم وهم فى السرادق ثلاث فرق ، فذلك قوله : «انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب» (٢) وهي فى السرادق ، وذلك قوله فى الكهف أيضا : («... أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) (٣) (...») فيقيلون تحتها من حر السرادق فيأخذهم فيها الغثيان ، وتقطع الأمعاء فى أجوافهم والسرادق عنق يخرج من لهب النار فيدور حول الكفار ، ثم يخرج عنق آخر من الجانب الآخر فيصل إلى الآخر فيحيط بهم السرادق ، فذلك قوله : (... أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها ...) ، (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) رءوسهم ثلاث فرق فيقيلون فيها قبل دخولهم جهنم ، فذلك قوله فى الفرقان : (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ) فى الجنة مع الأزواج «خير مستقرا وأحسن مقيلا» (٤) من مقيل الكفار فى السرادق ، تحت ظل من يحموم ، ثم نعت الظل فقال : (لا بارِدٍ) المقيل (وَلا كَرِيمٍ) ـ ٤٤ ـ يعنى ولا حسن المنزل ، ثم نعت أعمالهم التي
__________________
(١) فى ف : «وسابقو الأمم مقربوها» ، بسقوط الواو.
(٢) سورة المرسلات : ٣٠.
(٣) سورة الكهف : ٢٩.
(٤) سورة الفرقان : ٢٤.