(يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) ـ ١٨ ـ يعني جزاء حسنا فى الجنة ، فقال الفقراء : ليس لنا أموال نجاهد بها أو نتصدق بها ، فأنزل الله ـ تعالى ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني صدقوا (بِاللهِ) بتوحيد الله ـ تعالى ـ (وَرُسُلِهِ) «كلهم» (١) (أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) بالله وبالرسل ولم يشكوا فيهم ساعة ، ثم استأنف فقال : (وَالشُّهَداءُ) يعني من استشهد منهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ) يعني جزاؤهم وفضلهم (وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) يعني بالقرآن (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) ـ ١٩ ـ يعني ما عظم من النار (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) زهدهم فى الدنيا لكي لا يرغبوا ، فيها فقال : (لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ ، وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) والمنازل والمراكب فمثلها ومثل من يؤثرها على الآخرة (كَمَثَلِ غَيْثٍ) يعني المطر ينبت منه المراعى (أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا) (٢) : فبينما هو أخضر إذ تراه مصفرا (ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً) هالكا لا نبت فيه فكذلك من يؤثر الدنيا على الآخرة ، ثم يكون له : (وَفِي) (٣) (الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ) ، ثم قال : (وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ) للمؤمنين (وَمَا الْحَياةُ) [١٨٥ أ] (الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) ـ ٢٠ ـ الفاني ، قوله : (سابِقُوا) بالأعمال الصالحة وهي الصلوات الخمس (إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) لذنوبكم (وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) يعني السموات السبع والأرضين السبع لو «ألصقت» (٤) السموات السبع بعضها إلى بعض ثم «ألصقت» «(٥)» السموات بالأرضين لكانت الجنان فى
__________________
(١) فى أ : «كلها».
(٢) (أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا) ساقط من أ ، ف.
(٣) فى أ : فى.
(٤ ، ٥) «ألصقت» ولكنها وردت فى الأصل «الزفت».